نوت ثري

الحرف التراثية واليدوية .. عنوان للهوية وقاطرة للتنمية

أشار الرئيس عبد الفتاح السيسى فى يونيو 2017 إلى إمكانية تشكيل مجموعة من الشباب ليتولوا مهمة الاهتمام بالصناعات اليدوية والتراثية بمختلف المحافظات، وليكونوا نقطة اتصال بين الدولة والمصنعين بهدف إقامة المعارض وتسويق تلك المنتجات والترويج لها لكى تخرج تلك الصناعات لخارج مصر، وتعمل وزارة الثقافة على استمرار هذه الحرف من خلال قطاعاتها بعمل ورش مستمرة في الهيئة العامة لقصور الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية، إلى جانب مدينة الحرف التراثية والتقليدية بالفسطاط، وكذلك عمل المهرجانات والملتقيات السنوية والدورية، لتظل الحرف ويظل الحرفيين على تواصل مستمر، فقد اشتهرت مصر على مدى تاريخها بفنونها التراثية وصناعها المهرة الذين أبدعوا فى مجالات عدة منها الخيامية والأرابيسك والزجاج المعشق والتطعيم بالصدف والخزف والفخار والسجاد اليدوي والطرق على النحاس وغيرها.. ويعد الحفاظ علي التراث المصري والصناعات الحرفية من الاندثار و تقديم مصر للعالم من خلال الحرف التقليدية التى تُميز المحافظات المصرية المختلفة من الأهداف الرئيسية في إطار استراتيجية دعم ورعاية الحرف التراثية كجزء هام ورئيسي من المكون المادي للهوية الثقافية للشخصية المصرية، فالتراث الحضاري على اختلاف أنواعه وأشكاله مبعث فخر للأمم وأكبر دليل على عراقتها وأصالتها وخير تعبير عن هويتها الوطنية  وصلة وثيقة لا تنفصم ولا تنقطع بين الماضي والحاضر ، وقديمًا قالوا : من لا ماضي له لا حاضر له،  فمصر تتميز بالصناعات اليدوية التراثية حيث توجد عشرات الحرف اليدوية التي توارثت من جيل إلى جيل، حاملة معها البصمة الوراثية للإبداع والجمال والدقة والإتقان، ويظهر ذلك من خلال المشاركات المتميزة في المعارض الدولية المتخصصة في المنتجات التراثية.

الصناعات الحرفية والتراثية فى ربوع مصر

 

الحرف اليدوية أو الصناعات التقليدية هي الصناعات المعتمدة على اليد أو باستخدام الأدوات البسيطة فقط وهي أحد القطاعات الرئيسية التقليدية الحرفية، وعرفت مصر الحرف اليدوية منذ عهد الفراعنة حيث تميز الشعب المصري عن غيره من الشعوب في صناعة الحرف اليدوية من حيث استخدام المنتجات الطبيعية من القطن والأصواف والخشب والحرير، لذلك تشتهر الصناعات اليدوية المصرية بتنوعها وغناها وتفردها من حيث اتقان الصنعة ومراعاه التفاصيل ومن أهم هذة الصناعات صناعة الكليم في مناطق فوة والجورة بالعريش ومرسي علم وأبو سمبل وسيوة، وصناعة التطريز في مناطق دمياط وسيوة وبئر العبد بالعريش وسانت كاترين، وصناعة النسيج في مناطق أخميم بسوهاج ونقادة بالأقصر، وساقية أبوشعرة المتخصصة في صناعة السجاد اليدوي، وصناعة الجلود وتتركز في مناطق مصر القديمة والإسكندرية وحلايب وشلاتين، وصناعة الحلي في مناطق تجمع نصر النوبة وتجمع حلايب وشلاتين ومرسي علم، وتجمع الجمالية المتخصص في المشغولات الفضية، وصناعة الرخام وتتركز في مناطق الدريسة وشق الثعبان بالإضافة إلى تجمعات في مجالات صناعة الخيامية والتللي والعرجون والأثاث.

تاريخ الحرف التقليدية في مصر

 

منذ قديم الزمان وكانت الحرف التراثية تحتل المركز الأول في الصناعات المصرية المختلفة حيث تتميز بجودة عالية في التنفيذ والتشطيب، وتستمد مفرداتها الزخرفية من الفنون القديمة( الفرعونية, القبطية, الإسلامية, الشعبية) ونظرا لثراء زخارفها وألوانها وجودة تشطيبها وتوظيفها فقد أعدت( فنون تراثية) توظف في جميع مجالات الحياة فحتى أواخر العصر العثماني كانت الحرف التقليدية بمثابة الصناعة الوطنية في مصر، وكان إنتاجها يلبي احتياجات أهل البلاد من الملبس والمعمار وفنون الزخارف الحجرية والخشبية والخزفية والزجاجية، ومن أعمال التطعيم بالعظام والمشغولات النحاسية والفضية والمنسوجات الحريرية والصوفية وأشغال التطريز والخيامية وعشرات الحرف الأخرى، هذا إلى جانب المنتجات التي يتم تصديرها إلى البلدان الأخرى من كافة الحرف المتوارثة، وكان لتلك القاعدة الصناعية أحياء بكاملها يعيش فيها الحرفيون تحت نظام دقيق هو نظام الطوائف الحرفية، له قواعده وأصوله وأربابه وشيوخه.

نظام الطوائف الحرفية

تكون مجتمع القاهرة في العهد العثماني من مجموعة كبيرة من الطوائف الحرفية، وكان لكل طائفة شيخ أو نقيب، وكان الشيخ يختار من قبل أبناء الطائفة نفسها.
كانت تتركز معظم الحرف في القاهرة، في قطاع محدود من المدينة، فقد كانت للطوائف المهنية قاعدة جغرافية تستمد اسمها أحياناً من اسم تلك الطائفة، فتوجد طائفة “لعمال حي باب الشعرية” وأخرى “لتجار حي الغورية”، وطائفة “بياعي النحاس بالقاهرة” إذ كان كل النحاسين متجمعين في سوق يحمل نفس الاسم وفي ضواحيه القريبة، كذلك الأمر بالنسبة “لصناع الخيام بالقاهرة” فكل الخيامية بالقاهرة كانت محلاتهم تقع بالقرب من باب زويلة، و كان الأفراد الذين يمارسون مهنة ما يتجمعون في حي واحد أو شارع معين، و كان لنشاطهم ملمح سائد وخاص أحياناً.
وقد مرت الحرف في مصر بمحنة عند انتهاء دولة المماليك على يد السلطان العثماني سليم الأول عام 1517م. حيث قام السلطان بأخذ مئات الحرفيين المهرة وشيوخ الصنعة للعديد من الحرف الفنية المتوارثة وأرسلهم إلى اسطنبول ليؤسسوا هناك منشآت وصناعات حرفية تماثل ما يوجد في مصر، وقد أحصى المؤرخ الشهير ابن أياس عدد الحرف التي توقفت بعد نقل أربابها من ديارهم بخمسين حرفة، لكن مصر الولادة والخلاقة دائمًا، أنجبت أجيالاً جديدة من الحرفيين في تلك المجالات، واستمرت مسيرتها الحضارية وبصمات المبدعين المصريين لا تزال باقية فوق الصروح المعمارية والمنشآت الغنية بالتصميمات الجمالية.

سيد درويش .. فنان الشعب يغنى لطوائف الشعب

عشق سيد درويش الفن وانصرف عن الدراسة حيث اتخذ من الفن وسيلة للعيش، واضطر تحت ضغط الحاجة إلى العمل فى بعض الحانات والمقاهي، ثم عمل مناولاً فى طائفة المعمار، وأخذ يغنى للعمال زملائه ما يبعث فيهم النشاط والراحة النفسية، فأعفى من عمله اليومى نظرًا لتفرغه للترفيه عن العمال بالغناء، ولم يكتف سيد درويش بتلحين الألحان الوطنية التى تتقد حماسة، بل لحن لمختلف طوائف الشعب المصرى التى عاش بينها، واختلط بها، فقد عاش بين الحرفيين والعمال والسقائين والجرسونات والبوسطجية، ولحن لهم ألحانًا تصور معاناتهم لأول مرة فى تاريخ الفن المصري، وعندما صور معاناة السقائين وهاجم شركة المياه الأجنبية قال: يهون الله … يعوض الله على السقايين … دول شقيانين متعفرتين … من الكوبانية،  خواجاتها جونا … حيطفشونا ليه بيرازونا … دى صنعة أبونا
ويقول عن الصناع والحرفيين والعمال فى استيقاظهم المبكر، وكفاحهم من أجل لقمة العيش: الحلوة دى قامت تعجن فى البدرية … والديك بيدن كوكو كوكو فى الفجرية، ياللا بينا على باب الله ياصنايعية … يجعل صباحك صباح الخير يا أسطى عطية، طلع النهار فتاح يا عليم … والجيب ما فيهش ولا مليم !!، ياما شكينا وبكينا … يا أغنية ليه ماتسعدوش ؟ !!

تأثير المدنية على الحرف اليدوية التقليدية

أدت متغيرات الحياة وعوامل التقدم المادي إلى ضعف أغلب الحرف اليدوية التقليدية في المدينة والقرية، وإلى تعرض بعضها للاندثار، ليس في مصر وحدها، بل فى كل دول العالم التي شهدت تقدما في مظاهر الحياة المدنية وتبعاً للتغيرات الاقتصادية و الاجتماعية التي اجتاحت العالم ، حدثت تغييرات عميقة في سلوكيات وحاجات الأفراد وأنماط الاستهلاك فقد انحسر العمل في قطاع الصناعات اليدوية وتم الانتقال إلى مرحلة التصنيع الآلي، حيث تشهد منتجات الصناعات اليدوية في العالم اليوم تنافساً شديداً من جانب السلع المصنعة بإستخدام الآلات، ويرجع ذلك إلى أسباب منها القدرات الإنتاجية العالية للآلات أوإدخال التقنيات الحديثة إضافة إلى اكتشاف مواد خام جديدة بديلة واستخدامها كبديل للخامات المحلية، فضلاً عن زيادة تفضيل بعض المستهلكين للسلع أو المنتجات المصنعة آلياً، لاسيما إذا صاحب ذلك إنخفاض في سعرها وملاءمتها للإحتياجات بصورة أفضل، ونتيجة لكل ذلك برزت اتجاهات وآراء مختلفة حول التعامل مع الصناعات اليدوية، فهناك فئة تنظر إليها من منظور التراث وضرورة الإبقاء عليه دون تجديد أو تعديل، و فئة ثانية ترى أن الأكثر صواباً هو إدماج هذه الحرف في عجلة الصناعة الحديثة وإهمال ما لا يقبل الإدماج إلى أن يندثر تلقائياً، أما الفئة الثالثة فترى أن الصناعات اليدوية يجب التعامل معها كتراث وطني يلزم المحافظة عليه، وكصناعة توفر فرصاً للعمل سواء في الإنتاج أو التسويق الذي يجب أن يتلاءم مع رغبات المستهلكين بصفة عامة، ومع رغبات بعض الفئات ذات الاهتمام الأكبر بإقتناء المنتجات اليدوية بصفة خاصة السائحين.

قامت أغلب الدول ذات الإرث الحضاري بحماية تراثها من الاندثار، بل ساهمت في تنميته واستثماره استثمارًا اجتماعيًّا واقتصاديًّا ، من خلال تطوير وظائفه وأغراضه للتعايش مع واقع العصر، ولتصبح هذه الحرف عنصرًا جماليًّا يثير الحنين إلى الماضى حيث كانت الحياة تقوم على المنتج الأصلي المتفرد، وليس على الإنتاج النمطي المتكرر ذي الكم الكبير والمتشابه عبر الميكنة الصناعية، وأدى ذلك في البلدان التي أدركت أهمية استثمار تراثها الحرفي إلى إقامة آلاف الورش والمصانع، وبالتالي إلى خلق المزيد من فرص العمل لشبابها، وإلى فتح أسواق لتصريف منتجاتها في كل مكان، ما جعلها تتحول من دول فقيرة، أو دول مستهلكة لما ينتجه غيرها من أزياء وأثاث ومفروشات وأدوات منزلية وكافة احتياجات الحياة اليومية، إلى دول غنية من عائد تصدير منتجاتها الغزيرة من الحرف اليدوية لمختلف أنحاء العالم.

أهمية الحرف والصناعات اليدوية

نظراً لأن الصناعات الحرفية تعتبر ضمن إطار الصناعات الصغيرة حيث تعد إحدى القطاعات الاقتصادية التي تستحوذ على اهتمام كبير من قبل دول العالم كافة والمنظمات والهيئات الدولية والإقليمية، والباحثين في ظل التغيرات والتحولات الاقتصادية العالمية، وذلك بسبب دورها المحوري في الإنتاج والتشغيل وإدرار الدخل والابتكار والتقدم التكنولوجي علاوة على دورها في تحقيق الاهداف الاقتصادية والاجتماعية لجميع الدول، فهي تساعد على الحد من البطالة والاستفادة من كافة الموارد البشرية فى الدولة وتعتبر الصناعات اليدوية إحدى المجالات التي تساهم في حشد وتعبئة القوى العاملة الوطنية وتحسين مدى المشاركة في النشاط الاقتصادي وذلك من أجل دفع عجلة الاقتصاد وتحقيق التنمية، إضافة إلى ذلك فإن طبيعة العملية الإنتاجية والتسويقية المرتبطة بهذه الحرف تجعل من الممكن للمرأة و لكبار السن أو غيرهم من الفئات الذين لا يرغبون أو لا يستطيعون ترك مكان إقامتهم، أن يعملوا بها بما يوفر لهم مصدراً للدخل ويشعرهم بقدراتهم.
وكان الرئيس السيسى قد أعلن فى يناير 2016 إطلاق مبادرة شاملة لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة  بتوفير 200 مليار جنيه مصري واعطاء قروض ميسرة للشباب بفائدة لا تتجاوز 5 % لتوفير فرص عمل ولدعم اقتصاد البلاد.

المميزات الاقتصادية لقطاع الصناعات اليدوية

 تحقق الاستفادة من الخامات المحلية وخاصة المتوفرة في المناطق الريفية، وإمكانية إيجاد فرص عمل أكبر عن طريق تخصيص موارد أقل مقارنة بمتطلبات الصناعات الأخرى وقابليتها لاستيعاب وتشغيل أعداد كبيرة من القوى العاملة بمؤهلات تعليمية منخفضة، كذلك تستطيع المرأة كأم وربة بيت ممارسة الحرفة في الأوقات التي تناسبها وفي الأماكن التي تختارها أو حتى في منزلها، كما تتميز بانخفاض التكاليف اللازمة للتدريب لاعتمادها أساساً على أسلوب التدريب أثناء العمل فضلاً عن استخدامها في الغالب للتقنيات البسيطة غير المعقدة، والمرونة في الانتشار في مختلف المناطق وخاصة التي يتوفر بها خامات أولية بما يؤدي إلى تحقيق التنمية المتوازنة بين الريف والحضر ويؤدي إلى الحد من ظاهرة الهجرة الداخلية ونمو مجتمعات إنتاجية جديدة في المناطق النائية، أيضاً المرونة في الإنتاج والقدرة على تقديم منتجات وفق احتياجات وطلب المستهلك، كذلك يساهم قطاع الحرف والصناعات اليدوية بدور إيجابي وفعال في التنمية السياحية حيث يحرص السائحون على اقتناء منتجات تللك الحرف.

غرفة صناعة الحرف اليدوية

تمثل الصناعات التراثية والحرفية قيمة مضافة للاقتصاد القومي، لأنها تعتمد بشكل كبير على الخامات المحلية والإبداع البشري، كما أنها تمثل مضمونًا ثقافيًا وفنيًا عظيمًا يعتمد على التراث المصري، ومن هنا تم إنشاء غرفة صناعة الحرف اليدوية بمقتضى القرار الوزاري رقم 964 لسنة 2015. وقرار وزارى رقم 59 لسنة 2016، وفى سبتمبر2016 تم إجراء أول إنتخابات لمجلس إداة الغرفة بالإقتراع الحر المباشر. ثم صدر القرار الجمهورى بالقانون رقم 2 لسنه 2017 الذى جعل الغرفة هيئة حكومية لها شخصيتها الإعتبارية كونها إحدى المؤسسات العامة.
تقوم غرفه صناعه الحرف اليدويه بالحفاظ على التراث المصرى الحضارى من حرف تقليديه وذلك من خلال دعم وتطوير الصناعات الحرفيه المصريه، كذلك العمل على البعد الاجتماعى بدعم ورعايه كل المبدعين الحرفيين فى كافه القطاعات الحرفيه من خلال توفير بيئه صحيه صالحه للعمل وتذليل كل العقبات والمشاكل التى تواجههم بالتعاون مع كل الجهات والهيئات حكوميه كانت أو خاصه.

أهداف غرفة صناعة الحرف اليدوية

-رعاية مصالح العاملين فى مجال الحرف اليدوية و توفير التدريبات اللازمة لهم.
-رفع كفاءة الصناعات اليدوية حتي تتناسب مع احتياجات السوق المحلي والدولي .
-تسهيلات فى القروض من البنوك لأصحاب المشاريع الصغيرة.
-تخصيص أماكن للحرف اليدوية فى السفارات و المتاحف و المطارات و البيوت الاثرية لعرض منتجاتهم
-الإعفاء الضريبى المؤقت  لأصحاب الحرف الصغيره
-الاشتراك مع كل الجهات التى تعمل بالحرف اليدويه لتطوير منتجاتهم
-العمل علي  تسهيل اجرات استخراج التراخيص لأصحاب الحرف اليدويه و المشروعات الصغيرة
-العمل علي تحويل القطاع الغير رسمى إلى قطاع رسمى فيما يخص الحرف اليدويه فى الدولة
-العمل علي تخصيص أماكن للحرف اليدوية فى المناطق الصناعية
-العمل علي توفير نظام تأمينات اجتماعية ورعاية صحية لأصحاب الحرف اليدويه
-دعم القدرات التنافسية للمنتج المصرى

قطاعات غرفة صناعة الحرف اليدوية

 

تضم غرفة صناعة الحرف اليدوية القطاعات التالية :

المنسوجات اليدوية و التطريز، المنتجات الزجاجية، حرف الأحجار، الفخار والخزف والسيراميك، المشغولات الخشبية، السجاد والكليم اليدوى، صناعات المجوهرات  والحلى، صناعه الشمع، والصناعات المعدنية.

استراتيجية تطوير قطاع الحرف اليدوية 2017-2020

حصل المجلس التصديري للحرف اليدوية، على المساندة التصديرية من صندوق تنمية الصادرات، للشركات المتخصصة بقطاع الحرف اليدوية من يوليو 2016، ويعد الحصول على المساندة التصديرية أحد أهداف استراتيجية تطوير قطاع الحرف اليدوية 2017-2020، كما تم اعتماد خطة المعارض الدولية الخاصة بقطاع الحرف اليدوية وهى 10 معارض، بينها معارض جماعية، وفى حالة اشتراك ٥ شركات أو أكثر، يتم تخصيص جناح لتلك الشركات داخل المعرض ممثلا لمصر، وتحصل على دعم من الدولة يصل لـ80%،ً بجانب المعارض الفردية والتعاون مع التمثيل التجارى المصرى بالدول المختلفة .
وتتضمن استراتيجية تطوير قطاع الحرف اليدوية تخصيص منطقة الفخارين بمصر القديمة لتصبح “design hub ” أى منطقة مخصصة للمصممين للعمل على تطوير تصميماتهم، واستحداث دبلومة للتصميم لمدة عام، وذلك للوصول الى معدل إيجاد تصميمات جديدة كل 6 أشهر لتتناسب مع أذواق المشترين بالخارج،  حيث تعمل حاليا 20 شركة بالمنحة الخاصة لمنظمة CBi الهولندية للتدريب والتطوير، كما تسعى الغرفة حاليا لإقامة بازارات للحرف اليدوية بالمواصلات والمتاحف والمطارات لتوسيع دائرة التسويق لتلك المنتجات.

منتجات الحرف اليدوية والمنافسة فى الخارج

المنتج المصري من الحرف اليدوية من المنتجات القادرة على المنافسة في الأسواق الخارجية، و تضع الغرفة على أولوياتها التسويق والترويج لمنتجات القطاع سواء بالداخل أو الخارج، وذلك من خلال توقيع عدة بروتوكولات لهذا الهدف ومنها البرتوكول مع شركة “جوميا ” بهدف تسويق منتجات الورش .
كما تضع الغرفة على عاتقها عملية زيادة صادرات الحرف اليدوية  وهو ما يتضح في الاهتمام بالاشتراك في المعارض الدولية والمحلية والترويج لجودة المنتجات اليدوية ومطابقتها للمعايير الدولية وقدرتها على المنافسة مع مثيلاتها بالأسواق الخارجية وفتح أسواق جديدة.
 وفى ظل اهتمام الدولة بالحرف التراثية اعلنت محافظة القاهرة عن توفير 100 منحة مجانية للتدريب على الحرف التراثية للشباب من عمر 18 وحتى 35 سنة من الجنسين، ويتم التدريب داخل ورش متخصصة بالحرف والصناعات التراثية بمنطقة مصر القديمة وخان الخليلى، وتشمل هذه المنح التدريب على حرف، تصنيع الفخار والخزف والحراريات “بحى مصر القديمة، والتدريب على “النجارة والأرابيسك والتطعيم بالصدف و الأوستر والتلميع و طرق ونقش النحاس و طلاء وتلوين وتلميع النحاس و الصباغة و المصنوعات الجلدية والخزفية والعادية و أعمال الخيام العربية والفرعونية و أشغال السيرما و خرط وتطعيم السبح” بخان الخليلى .
وموضوع الحرف التراثية يلق اهتمام العديد من الجهات على رأسها وزارة الثقافة حيث يقوم صندوق التنمية الثقافية والهيئة العامة لقصور الثقافة بتنظيم معارض للحرف اليدوية وكذلك وزارة الآثار .

مراكز الحرف التراثية..اكسب حرفة جميلة

وقد اهتمت الدولة في فترة الستينيات بهذا المجال فأنشأت ستة مراكز بالقاهرة لإحياء الحرف التراثية والتدريب عليها، وكان مقرها الأساسي مبنى وكالة الغوري بحي الأزهر وتقع وكالة الغورى ضمن مجموعة معمارية بنيت في آخر العصر المملوكي والتي تتكون من (وكالة الغورى- مسجد الغورى – قبة وسبيل وكتاب ومدرسة الغورى) وتقع في نهاية شارع الغورية عند تقاطعه مع شارع الأزهر وتأخذ شكل كتلة معمارية مميزة، وفى أكتوبر عام 2005 فتحت وكالة الغورى أبوابها كموقع أثرى وكمركز ثقافي يعمل من أجل التنمية الثقافية والبشرية في منطقة القاهرة الإسلامية، ونجحت في تحقيق صحوة ملموسة في ميادينها المختلفة، ثم قامت وزارة الثقافة بإقامة مبنيين جديدين أحدهما للخزف والآخر للحرف التقليدية  بمنطقة الفسطاط التاريخية “جنوب القاهرة”، كما تأسست في منتصف التسعينيات جمعية “أصالة لرعاية الفنون التراثية والمعاصرة” وهى جمعية أهلية تضم عددًا من الفنانين التشكيليين وأرباب الحرف وقامت الجمعية بإصدار موسوعة عن الحرف التقليدية تضم كل ما يتعلق بتاريخ الحرف، بأنماطها الجمالية وجذورها العقائدية، وخاماتها وتقنياتها ومصطلحاتها الفنية.

مركز الحرف التقليدية بالفسطاط

وسط منطفة ذات خصوصية فريدة أقيم مركز الحرف التقليدية حيث تكتسب مدينة الفسطاط سحراً لما لها من عراقة تاريخية وجذوراً متميزة ، فهى المدينة التى أسسها عمرو بن العاص حيث بناها فى الفضاء الواسع بين نهر النيل وتلال المقطم ،وبنى فيها أول مسجد فى مصر « مسجد عمرو بن العاص « بمساحته الشاسعة وتصميمه الفريد، وكانت البيوت فى المنطقة فى أول الأمر مشيدة من طابق واحد ثم زاد ارتفاعها وتعددت طوابقها .. وكانت تحتوى على آبار وصهاريج للماء العذب وبعضها مزود بنافورة أو بركة ، وقد اعتبرت مدينة الفسطاط شاهداً على تعاقب الأديان السماوية على مصر ، فهى تضم أعظم المناطق الأثرية والدينية المهمة مثل جامع عمرو والمتحف القبطى وكنيسة أبى سرجة والست بربارة والمعبد اليهودى.
وتعد مراكز الحرف بالفسطاط إحدى المشروعات الكبرى التى أنشأتها وزارة الثقافة والتى تهدف إلى إحياء أمجاد ماض عريق وحاضر مشرق، وذلك بإتاحة الفرصة الكاملة أمام الفنانين والحرفيين لممارسة إبداعاتهم وتأكيد القيمة الفنية فى هذا المضمار.
وتعتبر هذه المراكز التابعة لصندوق التنمية الثقافية إحدى أهم المراكز التى تعتمد فى إنتاجها على حرفيين قادرين على استيعاب واستلهام روح الماضى وإبداع منتجات مستوحاة من التراث ولديهم المقدرة على إبتكار وتصميم وتنفيذ الوحدات والزخارف الإسلامية وذلك من خلال مركزين مهمين.
1-مركــز الخــزف

 

كلفت وزارة الثقافة الفنان الراحل وشيخ الخزافين «سعيد الصدر» بإنشاء وتأسيس مركز لفن الخزف بمنطقة الفخرانية بمصر القديمة سنة 1958، وقد أشرف سعيد الصدر على إنشاء هذا المركز على شكل «أتيليه صغير» يحتوى على فرن واحد لحرق الخزف وقدم من خلال تلك الإمكانات المحدودة نموذجاً رائعاً لتجربة فريدة من نوعها،  وظل المركز يؤدي دوره ويعمل في خدمة الخزف والحرفيين بمنطقة الفسطاط إلى أن قررت وزارة الثقافة سنة 1995 تطوير هذا المركز وذلك بإعادة إنشائه وتزويده بالمعدات والأجهزة والأفران الحديثة. وقد بدأ بناء هذا المشروع عام 1996 وبمساحة تصل إلى 2400 متر مربع وقد استلهم التصميم المعماري طراز المركز من عمارة الدكتور حسن فتحي . حيث جرى الانتهاء من أعمال البناء و افتتاح هذا المبنى في عام 2001 .
ومنذ افتتاحه ظل المركز يعمل في خدمة الحرفة والحرفيين وكان منارة للحرفيين في المنطقة إلى أن جاء القرار الوزاري بنقل المكان إلى صندوق التنمية الثقافية حيث بدأت مرحلة أخرى في تاريخ مركز الخزف بالفسطاط وتمت الصيانة الكاملة للأفران والمعدات الموجودة بالمركز والتي أصبحت تضاهي الأفران الموجودة في أحدث مراكز الخزف بالعالم، ولم يكن التطوير منصباً على المعدات والآلات فقط بل شمل أيضاً العمالة الموجودة بالمركز من خلال تأهيلها والارتقاء بمستوياتها الفنية وذلك بالتعاون مع معهد الأمير تشارلز للحرف التراثية والذي يقوم بعمل ورش عمل مع العاملين بالمركز تهدف إلى رفع كفاءتهم وإكسابهم مهارات عالية في التصميم والزخارف الإسلامية والتصميم الخزفي والحرفي .
2-مـركـز الـحرف التـقليـدية
ارتبطت الحرف التقليدية دائماً بمدى الازدهار الاقتصادي واهتمام الحكام بتأكيد دعائم حكمهم من خلال بناء المساجد والأسبلة والوكالات وغيرها من الأبنية التي كانت تستلزم جمعاً من الحرفيين المهرة في مختلف أفرع الفنون الحرفية وكانت هذه الحرف موضع اهتمام شيوخ الصنعة والحرفيين أنفسهم ولا يبوح (الحرفي بأسرارها إلا للمقربين)، وكان قد تم وضع حجر الأساس لمركز الحرف في نفس اليوم الذي تم فيه افتتاح مركز الخزف بالفسطاط .
ويحتوى مركز الحرف على الأقسام الآتية

 قـسـم الـنجـارة :

يحتوى على كافة أعمال النجارة من ماكينات وتجميع وخرط عربى وأركيت وصدف وأستر، وقامت هذه الحرفة الفنية على تشكيل الأخشاب بخرطها يدوياً إلى قطع مختلفة الأحجام والأشكال منفصلة أو متصلة فى عمود ، ويتم تجميع هذه القطع بتعشيقها فى بعضها البعض بدون مواد لاصقة حتى تصبح صالحة للاستخدام فى عمل المشربيات والنوافذ والوسائد وقطع الأثاث . وللخرط أسماء وطرز كثيرة منها «الكنايس» وذلك لارتباطه بالكنائس قبل الإسلام وتتفاوت قيمة المخروط تبعا لحجم قطعة الخشب المخروطة فكلما كانت صغيرة ودقيقة اكتسبت قيمة فنية أكبر، وأيضاً مع استخدام تنويعات لونية باختلاف نوع الخشب المستخدم. 

التطعيم بالصدف:

فن التطعيم هو تثبيت مواد منتقاه فى مكان يتم حفره على السطح الخشبى بهدف تجميله بزخارف معينة، ومن أهم المواد المستخدمة فى التطعيم (الصدف والعظام بأنواعها والأخشاب الثمينة كالأبنوس والخشب الأحمر والنحاس والفضة) ، وكان التطعيم والترصيع فناً شائعاً فى شرق العالم الإسلامى وغربه على السواء طوال العصور المختلفة، حيث استخدم هذا الفن فى صناعة الأبواب والمناضد والصناديق والالآت الموسيقية وكانت دمشق من أهم مراكز التطعيم ، واحتلت  فنون التطعيم مكانا مرموقاً بين الفنون الحرفية الأخرى لارتباطها بالنجارة العربية منذ بداية الحضارة الإسلامية فى مصر.

الأويما الحفر على الخشب :

ويشمل الحفر الغائر والبارز فى الخشب لخلق لوحة من الزخارف التقليدية الهندسية والنباتية.

الـزجـاج الـمـعـشق بالـجـبس :

تعتبر هذه الحرفة من أهم الحرف التى كانت تميز العصر الإسلامى سواء على مستوى الحياة الدينية أو العمارة المدنية وكانت تصنع من الرخام الرقيق الذى يتميز بشفافية مع انعكاس ضوء الشمس، وتطورت بعد ذلك حيث صنعت من الجبس المفرغ بدون زجاج على هيئة زخارف هندسية ، وتم إضافة زخارف نباتية وكتابية وبعد ذلك تطورت بإضافة قطع من الزجاج الملون لسد الفراغات فزادتها جمالا وأضفت على التكوين الهندسى إبهاراً.
 يعتبر جامع أحمد بن طولون نموذجاً للزخارف الهندسية المفرغة الخالية من الزجاج المعشق ، وانتشر بعد ذلك هذا الفن فى العصر الفاطمى والعهد الأيوبى والعصر المملوكى والعثمانى ، ومن أشهر الأماكن الزاخرة بهذا الفن مسجد الصالح طلائع وضريح نجم الدين أيوب ومجموعة السلطان قلاوون ومدرسة جوهر القنقبائى

 

قـسـم الـحلـي :

ترك لنا الأجداد روائع من الحلى ومن الأدوات الحياتية تحمل الكثير من القيم الجمالية والحس الفنى المنعكس فى صناعة متقنة دقيقة . وكان الفنانون المصريون يتوارثون هذه الصناعة الفنية مع تنوع أسلوب الأداء عبر العصور بالإضافة إلى ربطها بالمعتقدات المتنوعة طبقاً للتركيبة الاجتماعية للشعب المصرى وما طرأ عليها من تحولات، والحلى من الفنون التى ترتبط بالمجتمع ارتباطاً وثيقاً فأشكالها ومدلولوتها مستمدة من رمزية المعتقدات أو من عناصر الطبيعة المنتشرة فى البيئة .
تعتبر فنون الحلى فى مقدمة  الفنون التى برع فيها الفنان المصرى القديم من خلال أساليب اللحام والطرق والكبس والحفر والنقش والتفريغ والتشكيل والشفتشي المفرغ أو الملحوم على قاعدة حيث كانوا يشكلونها بمهارة فى التصنيع والتطعيم بالعجائن الزجاجية والمينا، وفى العصر القبطى اعتمدوا على التشكيل البارز والغائر وفى العصر الإسلامى استخدموا أسلوب  التكفيت بالذهب على الفضة أو العكس أو النحاس أما بالنسبة للحلى الشعبى فقد استخدموا تقنية البارز والغائر وتركيب الأحجار وحتى الآن ما زالت الأساليب اليدوية مستخدمة فى تصنيع الحلى.

الـخيـامـيـة :

تعتبر حرفة الخيامية من الحرف القديمة تاريخيا حيث ترجع  للعصر الفرعونى ويظهر ذلك بوضوح  فى بعض الملابس الفرعونية المزخرفة بشرائط مضافة عن طريق التطريز مثل رداء توت عنخ آمون الموجود بالمتحف المصرى، ثم استمرت بعد ذلك فى العهدين اليونانى والرومانى واستمر الأقباط يعملون بالحرفة تحت الحكم العربى أيضا.
يذكر المؤرخون أن صناعة الخيام قد بلغت رقيا كبيرا قبل الفتح العربى فى الحضر والبادية على حد سواء وظهرت كساوى الأضرحة المطرزة بكتابات مثل «لا إله إلا الله» كذلك المعلقات الحائطية وأيضا ظهرت المفارش والستائر ذات الزخارف الدقيقة المنفذة بطريقة الإضافة، وكان العصر المملوكى هو قمة الازدهار لحرفة الخيامية فى ظل تسابق الأمراء والسلاطين على اقتناء كل غالٍ وثمين. ويعتبر شارع الخيامية بالقاهرة التاريخية معقل حرفة الخيامية.

قـسـم الـنـحـاس:

يحتوى على أعمال النحاس من طرق ونقش على النحاس والأركيت والتكفيت بالفضة والتلميع ويضم هذا القسم مجموعة من الحرفيين على أعلى مستوى.

توصيات الخبراء للحفاظ على الحرف التراثية

1. الحفاظ على الهوية المصرية والاهتمام بتوظيف التراث فى مختلف المجالات.
2. تطوير أنظمة مساندة تعمل على التسويق بصفة عامة، والتسويق الإلكترونى وخاصة المنتجات التراثية.
3. ضرورة الاهتمام والتركيز على تقنيات التشكيل اليدوى التراثية وتطويرها وتبسيطها والاهتمام بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، مما يساهم فى رفع القدرة التنافسية للمنتج التراثى المصرى.
4. إعادة إحياء الصناعات الحرفية التراثية وتأكيد جودة المنتجات لرفع القدرة التنافسية.
5. عمل دورات تدريبية مؤهلة للصناع لإتقان الحرف اليدوية.
6. دعم النشاط الاقتصادى القائم على الصناعات الحرفية.
7. الدعوة إلى مؤتمر دولى خاص بالحرف البيئية والتقليدية والتراثية
8. أن يصاحب ورش الحرف التقلدية ورش للحكى الشعبى للحديث عن الحرفة وتاريخها.
يتضح مما سبق أن الحرف التراثية هي كنوز وتراث ينبغي الحفاظ عليها كجزء من التاريخ والهوية والثقافة المصرية الممتدة لآلاف السنين.. أنواع مختلفة من الحرف تعد فرص للعمل وكسب الرزق وأيضا لتحقيق الذات، ومع المزيد من فرص التسويق والتصدير تتحول هذه الصناعات الصغيرة إلى مصدر رئيسي للدخل القومي اسوة بدول أخرى تحقق ذلك، ولأهمية هذه الحرف كان لابد من اتباع الوسائل العلمية وتوفير الإمكانات للحفاظ عليها من الاندثار، ‏والعمل علي تنميتها وإيجاد أجيال جديدة تجيد التعامل معها علي أسس علمية تعتمد علي دراسات متخصصة، لأنها في النهاية ثروة اقتصادية وإرث حضاري يجب عدم التفريط فيه.

Loading

author-avatar

حول Not3.com

تسوق محلي بشعور عالمي, إدفع أقل تسوق أكثر, سنعطيك قيمة أعلى من أبل وإهتمام أكثر من الطبيب, فلنغير العالم!

اترك تعليقاً